إن رسولنا محمداً -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- هاجر إلى المدينة المنورة، وفيها قبائل من اليهود ومن سكان المدينة الأصليين وهم قبيلتا الأوس والخزرج.
وأمام هذا التنوع أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بما يشبه الدستور ليشمل المهاجرين والأنصار واليهود.
لسنى بصدد مخالفة ونقض قبائل يهود لمعاهدتهم مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، ولكن نستنبط من ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم وقرر ما يشبه الدستور. وأول من كتب بالدراسات الدستورية من الإسلاميين في عصرنا أبو الأعلى المودودي المتوفى سنة 1979م في كتابه تدوين الدستور الإسلامي مبيناً: مصادر الدستور والحاكمية والخلافة وتشكيل مجلس الشورى وصفات أولو الأمر ومؤهلاتهم، وكتب عن المرأة ومناصب الدولة والمواطنة وأسُسُها والحقوق المدنية إلى غير ذلك مما يلزم للدستور.
وأعلى الدساتير في تاريخ سورية هو دستور 1950م إذ اشترك فيه شخصيات عظيمة في تاريخ سورية.
ومن الدساتير العظيمة الدستور الذي صدر في مصر في عهد الرئيس مرسي رحمه الله تعالى، وقد تم هذا الدستور بشورى حقيقية صدرت عن مجلس الشعب المنتخب من الشعب المصري ويعد هذا الدستور أعلى الدساتير وأسماها.
ولا بد لنا أخيرا من أن نقول إن الرجوع للقرآن أمر أساسي في الدستور، إذ هو مصدر التشريع الأول في الإسلام، أما ما يتعارض مع القرآن فلا يصح أن يكون دستوراً للمسلمين الذين آمنوا بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وبشرحه لكتاب الله صلى الله عليه وسلم، فالله هو الذي خلق الكون والحياة والإنسان ويعلم ما يصلح له.
لماذا دين الدولة الإسلام في الدستور الإسلامي؟
لأن الشريعة الإسلامية لها ميزات سامية تسمو بها على القوانين الوضعية، وإليك كتاب في ذلك: