ايهما افضل البروتين الحيواني ام النباتي؟؟
تعتمد إجابة هذا السؤال ما إذا كان البروتين الحيواني أفضل من البروتين النباتي على عوامل مختلفة، منها الاحتياجات الغذائية الفردية والأهداف الصحية والاعتبارات الأخلاقية. يُمكن أن تكون كل من البروتينات النباتية والحيوانية مصادر قيمة للأحماض الأمينية الأساسية والمواد الغذائية، ولكن لها أيضًا خصائص مميزة قد تؤثر في ملاءمتها للأفراد المختلفين.
فيما يلي بعض النقاط الرئيسة التي يجب مراعاتها:
١. المحتوى من الأحماض الأمينية:
تتكوّن البروتينات من الأحماض الأمينية، ويستخدم جسم الإنسان حوالي 20 نوعا مختلفًا منها لبناء البروتينات. تعدّ البروتينات الحيوانية – مثل تلك المتوفّرة في اللحوم والأسماك والبيض ومنتجات الألبان بروتينات كاملة؛ وهذا يعني أنها تحتوي جميع الأحماض الأمينية الأساسية التسعة – Essential amino acids التي لا يستطيع الجسم إنتاجها بمفرده. من ناحية أخرى، فإنّ معظم البروتينات النباتية غير كاملة، وتفتقر إلى واحد أو أكثر من الأحماض الأمينية الأساسية. ومع ذلك، من خلال الجمع بين مصادر البروتينات النباتية المختلفة مثل الفول والأرز أو تحضير خلطات الحبوب المختلفة، يُمكن الحصول على الأحماض الأمينية المطلوبة.
٢. محتوى الدهون:
تحتوي البروتينات النباتية، مثل تلك المتوفرة في البقوليات والمكسّرات والبذور، على نحو عام نسبةً منخفضةً من الدهون المشبعة – Saturated fat مقارنة بعديد من مصادر البروتين الحيواني، والتي يُمكن أن تكون مفيدة لصحة القلب عند تناولها باعتدال.
٣. الدهون الصحية غير المشبعة:
ترتبط بعض مصادر البروتين الحيواني أيضًا بتأثيرات صحية إيجابية، نتيجة احتوائها أحماضا دهنية متعددة عدم الإشباع من نوع أوميغا 3 كتلك المتوفرة بمستوى عالي في الأسماك الدهنية كالسلمون، والتي تسهم في صحة الدماغ وخفض معدلات التدهور المعرفي وأمراض القلب.
٤. الكوليسترول:
تحتوي البروتينات الحيوانية الكوليسترول الغذائيDietary cholesterol ،
بينما البروتينات النباتية خالية من الكوليسترول. قد يكون تناول الكوليسترول المرتفع مصدر قلق للأفراد الذين يعانون حالات صحية معينة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية مع أن بعض الدراسات تبين أنه ليس هناك علاقة واضحة بين الكوليسترول الغذائي وكوليسترول الدم.
٥. اكتساب العضلات:
ربطت الدراسات بين تناول البروتين الحيواني وزيادة كتلة العضلات الخالية من الدهون، وانخفاض فقدان العضلات الذي يحدث مع تقدم العمر.
٦. محتوى الألياف:
غالبا ما تكون مصادر البروتين النباتي أعلى في الألياف الغذائية، والتي تدعم صحة الجهاز الهضمي، وتساعد على الحفاظ على مستويات السكر في الدم، وتعزّز الشعور بالامتلاء، مما يساعد على إدارة الوزن.
٧. الحساسية وعدم التحمل:
قد تكون البروتينات النباتية مفضلة للأفراد الذين يعانون الحساسية أو عدم تحمل المنتجات الحيوانية، مثل حساسية اللاكتوز أو حساسية المأكولات البحرية. ولو أن البروتينات النباتية تُسبب أيضًا بعض أنواع الحساسية كحساسية القمح وعدم تحمل الغلوتين وحساسية الفول السوداني.
٨. احتياجات غذائية محدّدة:
بعض العناصر الغذائية أكثر وفرة في بعض مصادر البروتين. على سبيل المثال، يمتص الحديد والزنك بسهولة أكبر من المصادر الحيوانية التي تحتوي الحديد الهيمي (Heme Iron)، في حين أن بعض المصادر النباتية قد توفّر مزيدًا من مضادات الأكسدة والمغذيات النباتية التي تؤثر في امتصاص الحديد اللاهيمي Non-heme iron المتوفر في المصادر النباتية. إذ يأتي الحديد من الطعام في شكلين الهيمي وغير الهيمي. عُثر على الهيمي فقط في لحم الحيوانات مثل اللحوم والدواجن والمأكولات البحرية. بينما يتوفر الحديد غير الهيمي في الأطعمة النباتية مثل الحبوب الكاملة والمكسرات والبذور والبقوليات والخضروات الورقية، وأيضًا في لحم الحيوانات إذ تستهلك الحيوانات الأطعمة النباتية مع الحديد غير الهيمي والأطعمة المدعمة.
٩. الأثر البيئي:
للبروتينات النباتية تأثير بيئي أقل، وتتطلب كميات أقل من المياه والأراضي والموارد مقارنة بإنتاج البروتينات الحيوانية. هذا يجعل النظم الغذائية النباتية أكثر استدامة وصديقة للبيئة.
١٠. الاعتبارات الأخلاقية:
يختار كثير من الناس البروتينات النباتية لأسباب أخلاقية مثل المخاوف بشأن الرفق بالحيوان، وتأثير الزراعة الحيوانية في البيئة
في الختام،
يعتمد الاختيار الأفضل بين البروتين النباتي والحيواني على أهداف الصحة الفردية، وقيمه الشخصية، وحالته الصحية. يُمكن أن يساعد النظام الغذائي المتوازن الذي يتضمن مجموعة متنوعة من مصادر البروتين على ضمان تناول كمية كافية من العناصر الغذائية الأساسية. إذا لم تكن متأكدا مما هو الأفضل بالنسبة لك، فإنّ استشارة أخصائي تغذية يمكن أن يوفّر إرشادات مخصصة بناءً على احتياجاتك وتفضيلاتك الخاصة.
المصدر: https://www.syr-res.com/article/24909.html