مؤامرة دولية على الشعب السوري وسننتصر
بقلم: أ.د / غسان حمدون
2012/01/12 م
شعرت دولة الصهاينة أن شعبا ً يقدم هذه التضحيات في سوريا على أساس الوطنية الخالصة سيؤثر على الجولان السوري والقضية الفلسطينية، فهي ثورة شعب وثورة أمة وامتداد رئيسي لشباب الربيع العربي شعرت دولة الصهاينة بكل ذلك ، خاصة وأن بشار الأسد وأبوه حافظ قبله قد حافظوا على الجولان من كل مقاومة لإخراج الصهاينة منه، بل إن حافظ قد سلم الجولان لإسرائيل بأمره بالانسحاب الكيفي للجيش السوري من الجولان بصفته وزيرا ً للدفاع السوري عام 1967م، ولم يدخل حينها أي جندي إسرائيلي للجولان ، فتقدم الصهاينة لأخذ الجولان كلقمة سائغة؛ لكل ذلك لم تجد دولة الصهاينة حليفاً استراتيجياً كنظام الأسد الخائن، ولا ننسى أن رامي مخلوف ابن خالة بشار – التاجر بأموال الشعب المسروقة – قد أعلن أن أمن إسرائيل مرتبط بأمن سورية، يعني بذلك أن زوال النظام السوري سيؤدي بالتالي إلى وجود ثورة شعبية لا ترضى بالوضع الراهن في الجولان لأنها ثورة تحرر…
من هنا كان الضغط الإسرائيلي على أمريكا ثم الضغط الأمريكي على الجامعة العربية عبر دولها لإرباك المبادرة العربية … وهذا واضح بأنه مؤامرة دولية وراءها دولة الصهاينة مقابل أخذهم وإلى الأبد قطعة عزيزة من سورية وهي الجولان.
وبنفس الوقت على الجانب الروسي الآن في أوائل كانون الثاني سنة 2012م استلمت روسيا قاعدة بحرية من بشار الخائن في طرطوس السورية ، وقامت القوات البحرية الروسية بمناورة عسكرية ضخمة في طرطوس قاعدتها الجديدة والوحيدة في العالم في المياه الدافئة خارج البحر الأسود ، كل ذلك بمؤامرة على الأراضي السورية بين نظام بشار والنظام الروسي، ومن خلال خيانة تسليم هذه القاعدة السورية للروس يتم كل الدعم الروسي سابقاً ولاحقاً لنظام بشار سواء بالسلاح أو بالسياسة في مجلس الأمن باتخاذ الفيتو ضد الثورة السورية، ومما لفت نظر العالم السفينة الروسية التي تحمل 80 ألف طن من الذخائر والعتاد العسكري التي رست في القاعدة الروسية بطرطوس مقدمة لنظام بشار الظلم ،ودفع ثمنها حكومة إيران التي تقدم أكبر المساعدات العسكرية والمالية للنظام الأسدي الخائن ـ والله أعلم ، خاصة وقد كشفت.تركيا طائرات وشاحنات تحمل أسلحة حساسة لهذا النظام الأسدي ، كل ذلك بالإضافة إلى المليارات التي فضحت إيران بتقديمها للنظام الأسدي لتموله ضد أمتنا وتمول أعمال الإجرام لحزب الات وجيش المهدي في سوريا، ثم حثها المالكي على مساعدة نظام بشار ماليا وعسكرياً.. ((يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون))… إلا أنهم أجمعين لم يستطيعوا إخماد ثورة الحرية والإباء للشعب السوري البطل…
إن الثورة تقوى شهرا ً بعد شهر بل يوما ً بعد يوم، ويستمر الجيش الحر بازدياد في قوته وعدده بشكل واسع ، خاصة وقد أعلن قائده رياض الأسعد في 14/ا/2012م أن عدد الجيش الحر بلغ 40ألفاً وأتوقع أن يبلغ 100ألف بتسليح جيدخلال شهرين ـ إن شاء الله تعالى ـ ، ويستمر شعبنا بتحقيق بنود العصيان المدني الشامل بخطواته…وتزداد المظاهرات عدداً وانتشاراً …..
نعم يا بشار… تدعوك إسرائيل للجوء إلى الجولان، ولكن هيهات هيهات… والذي تذكره إسرائيل أنها مستعدة لاستقبال اللاجئين والعلويين في الجولان وإسرائيل ـ كما جاء في شريط أنباءالجزيرة في 9/1/2012م ـ كل ذلك إنما هو كذب من الصهاينة للتغطية على جريمتها في تحريض أمريكا والغرب عامة ضد ثورة شباب الربيع العربي في سوريا ، ووالله أي وقوف في وجه هذه الثورة سيكون وبالاً ومصائب أشد على المعتدي على ثورات شباب الربيع العربي ، والتاريخ القادم سيوضح ذلك إن شاء الله العليم…..ويكفي أن شعبنا الثائر في سوريا يعلم كل شيء …..
وتدعي يا بشار في خطابك الأخير أمام العالم أنها مؤامرة دولية، نعم هي مؤامرة دولية أسدية صهيونية إيرانية روسية لتقتل الشعب السوري ولتوزع أراضي وطننا السوري في كل مؤامرة…
ستنتصر الثورة على هذه المؤامرة الدولية ـ إن شاء الله ـ ؛ لأن الله مع المظلوم المؤمن الذي لاينام على ضيم بل يعقلها ويتوكل… يا رب…..